مندوبا عن ولي العهد، وزير التعليم العالي يرعى مؤتمر جامعة الحسين التقنية السنوي الثاني

مندوبا عن سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، رعى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور وليد المعاني، مؤتمر جامعة الحسين التقنية السنوي الثاني، تحت عنوان "نحو ثورة صناعية رابعة"، وبمشاركة واسعة من خبراء واكاديميين من داخل وخارج المملكة، وطلبة جامعات واساتذة وتقنيين من كافة التخصصات التكنولوجية والتطبيقية.
 
 
وقال المعاني، إن رؤية سمو ولي العهد ‎تنطلق من إيمانه بأن لدى الشباب في الأردن الطاقات الإبداعية وإطلاقها لا يتطلب إلا الرعاية والإهتمام، وهو ما يؤكد عليه دائماً جلالة الملك عبدالله الثاني، في كتب التكليف السامية للحكومات المتعاقبة ورسائله للمسؤولين وأوراقه النقاشية، التي يؤكد فيها على ثقته بقدرات الشباب، وبأنهم الثروة الحقيقية وانه من والواجب رعايتهم وتوفير كل مستلزمات الحياة الكريمة لهم.
 
وأضاف أن إنعقاد المؤتمر يتزامن مع موعد إعلان نتائج إمتحان شهادة دراسة الثانوية الذي يصاحبه القلق والترقب لدى أولياء الأمور والطلبة لمعرفة نتائج قبولهم في الجامعات وهو ما يتكرر كل عام ويفرض بالضرورة التساؤلات والإجتهادات حول واقع التعليم العالي وعما إذا ما زال تميزنا في هذا المجال قائماً، وهل ما زلنا قادرين على المنافسة مع الأقطار الأخرى كما كنا، وهل مستوى خريجنا متوافقاً مع متطلبات نهضتنا الحديثة، ومواكبا للتطورات العالمية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
 
وبين المعاني انه وللاجابات على هذه التساؤلات المشروعة لا بد من المصارحة التي تعودنا عليها دائماً، ومن الإنصاف عند الحديث عن واقع التعليم العالي الحالي أن نؤكد على الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع خلال السنوات الماضية وبدوره الفعال ومساهمته في التطور التنموي الإقتصادي والإجتماعي، فالتعليم العالي تطوراً ملحوظاً كماً ونوعاً وفق إستراتيجيات مدروسة من ناحية تطور أعداد الطلبة ونوعية التخصصات وموأمة الخطط الدراسية لمتطلبات سوق العمل بالإضافة إلى توفير الكوادر التدريسية والفنية والإدارية المؤهلة وإكتمال البنى التحتية المناسبة والدعم المالي المستقر.
 
وأشار المعاني انه ومع تزايد الإقبال على التعليم الجامعي وزيادة أعداد السكان كان على الحكومات المتعاقبة العمل على زيادة فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي فأنشأت عدداً من الجامعات الرسمية الأخرى ومنحت تراخيص إنشاء الجامعات الخاصة حتى وصل عددها اليوم إلى (10) جامعات رسمية و(20) جامعة خاصة بالإضافة إلى ما يزيد عن (40) كلية جامعية متوسطة.
وقال انه وبالرغم من هذا التوسع فقد حافظت الجامعات على تطورها الكمي متوازناً مع تطورها النوعي ونجحت في تلبية حاجات الوطن والأقطار المجاورة من الكفاءات الجامعية المؤهلة التي إكتسبت سمعة علمية مرموقة، مبينا أنه وخلال الفترة الأخيرة بدأت الجامعات تعاني من سلبيات عديدة أدت في بعض الأحيان إلى تدني مستوى جودتها نتيجة النمو الكمي دون ضوابط أو تخطيط مدروس وعلى حساب النوعية في بعض الأحيان فتزايدت أعداد الطلبة الملتحقين بالبرامج الموازية والدولية وصاحب ذلك عشوائية في طرح التخصصات وتكرارها دون مراعاة حاجة السوق وتضخماً كبيراً في الأجهزة الإدارية إضافة إلى عجز متزايد في موازنة الجامعات بسبب محدودية الدعم الحكومي ومما زاد في تفاقم هذه التحديات الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة التي ألقت على منظومة التعليم وسوق العمل أعباءاً إضافية .
 
بدوره أكد رئيس جامعة الحسين التقنية الدكتور لبيب الخضرا في كلمته على أن شعار المؤتم يجسد هدفاً استراتيجياً أبعد، وهو مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، فبعد أن عبرت الجامعة مرحلة التأسيس وتثبت أقدامها راسخة على أول الطريق الصحيح أصبحت ملزمة بتنفيذ الخطط الكفيلة بتحقيق الهدف الاستراتيجي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين، وتجسيداً لرؤيته الثاقبة، عند مبادرته بإنشاء الجامعة لتكون جامعة متميزة تواكب أحدث المستجدات العلمية وتخرج من إطار الجامعات التقليدية.
 
واشار الخضرا إلى ان نموذج الجامعة التعليمي جاء ليكون مختلفاً وكاسراً للنمط التقليدي في التعليم الجامعي، ويمنح الدرجات الجامعية المتوسطة ودرجة البكالوريوس بشكل يتناغم فيه مع قدرات الطالب ورغبته، ويتوافق مع سوق العمل ومتطلباته، ويتمتع بالديناميكية الكافية ليواكب ويستجيب للتقدم السريع في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، مضيفا ان الجامعة صممت نموذجها التعليمي وخططها الدراسية بحيث تتركز على ثلاث ركائز تتمثل بخطة تدريسية تعتمد التطبيق في التدريس وموجهة نحو المهارات الوظيفية، اضافة الى تواصل مستمر ومباشر مع القطاع الصناعي بغرض التدريب والتأهيل الميداني، ودمج الابتكار في العملية التدريسية منذ اليوم الأول لالتحاق الطالب في الجامعة.
 
وبين انه اعتمدت التخصصات الأكاديمية في الجامعة على تلبية متطلبات المهارات الوظيفية المتخصصة والناعمة " skills oriented education" وأن تكون الريادة والابتكار جزءً لا يتجزأ منها وأن تفتح الأبواب للتفاعل مع المجتمع في هذا المجال فالابتكار الريادي يمكن أن يأتي من أي شخص وأي مكان فهو لا يأتي بالضرورة من المجتمعات العلمية وليس محصوراً داخل جدران المختبرات أو الجامعات، ومن هذا المنطلق أتى مركز الإبداع والريادة في الجامعة والذي يضم (23) شركة ناشئة بعض منها من طلبة المدارس.
 
وقال إنه يجب مواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والتي ليست مقصورة فقط على التعليم الجامعي بل على التعليم العام المدرسي والتعليم المهني والتقني والتعليم الأكاديمي أيضاً.
 
واشار الخضرا الى ان الجامعة وقعت مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لتأهيل ألف خريج من خريجي الجامعات الأردنية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومن الباحثين عن عمل لإعادة تأهيلهم في مجال تكنولوجيا المعلومات والمهارات الناعمة واللغة الإنجليزية، وقامت الجامعة حتى الآن بتأهيل 200 خريج في هذا مجال وأيضاً في مجال الطاقة المتجددة وبنسبة توظيف قاربت 75%.
 
وقال القائم باعمال السفير الهندي بعمان انور حليم حول الاتفاقية بين الحكومة الاردنية والحكومة الهندية والتي اختارت جامعة الحسين التقنية لتمثل النموذج الذي ستطبق عليه اتفاقية تدريب الطلبة.
 
ووقعت خلال الافتتاح اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجامعة وشركة البوتاس الاردنية والتي قدمت الشركة من خلالها منحا ل60 طالبا وطالبة من خريجي الثانوية العامة اضافة الى توفير فرص عمل لهم بالبوتاس، ووقع الاتفاقية عن الجامعة رئيسها الدكتور لبيب الخضرا وعن شركة البوتاس رئيسها المهندس جمال الصرايرة.
 
وبدأت جلسات المؤتمر بجلسة حوارية حول الشباب شارك فيها ممثلون عن معظم الجامعات الاردنية وشارك فيها وزير الثقافة والشباب الدكتور محمد ابو رمان.
 
وقدمت ورقة بحثية حول بيئة الابتكار في الجامعات للدكتور كارل رست من جامعة جورجيا التقنية، و عرض متلفز بعنوان البيانات الذكية في المباني المركزية والمدن قدمها المهندس سليمان الحديدي من معهد ماساشوتستس .
 
وعرضت حلقة نقاشية وبعنوان الثورة الصناعية الرابعة وتاثيرها على التعليم شارك فيها كل من وزيرة النقل السابقة لينا شبيب، الدكتور لطفي الشريف من جامعة الحسين التقنية، والدكتور رامي قهوجي من جامعة براد فورد، والمهندس ليث القاسم الرئيس التنفيذي للصندوق الاردني للريادة، وفالنتينا قسيسية الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالحميد شومان، والدكتور خلدون ابو غربية من جامعة الاميرة سمية، وديفيد كورك من جمعية الكليات البريطانية .
 
وقدمت ورقة بحثية تحت عنوان البيانات وقود العالم، بمشاركة وزير الاقتصاد الرقمي والريادة مثنى غرايبة، والدكتور سالم الاقطش من جامعة سانتا كلارا، وامجد صويص مؤسس شركة اولاهوب وغسان ابو جميلة المدير الاقليمي لشركة فيوتشر تيك، وعلاء البخيت من شركة مايكروسوفت .
 
وفي الجلسة النقاشية والتي حملت عنوان انترنت الاشياء بالصناعة، ادارها كارل ريست من جامعة جورجيا وعبدالله القرشي من طقس العرب، وعماد المهنا، وحمزة الحاج حسن الرئيس التنفيذي لشركة رؤية عمان.
 
وجال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور وليد المعاني في بداية المؤتمر في المعرض المخصص لعرض عدد من المشاريع التقنية والتكنولوجية التي نفذها مجموعة من طلاب الكلية. (بترا)

03-آب-2019 16:04 م

نبذة عن الكاتب